حجاب ~

12/08/2013 عند 11:56 | أرسلت فى فـيـض الـمـداد | أضف تعليق

.

hijab

.

يقول بعض القائلين:

– “حجاب الفتاة ليس دليلاً على أخلاقها.”

ونقول لهم:

– “هذا صحيحٌ تماماً!”

ويقولون:

– “هناك فتياتٌ غير محجباتٍ لكنهنَّ على خلقٍ رفيع.”

فنجيبهم:

– “هذا صحيحٌ تماماً!”

ثم يقولون:

– “هناك فتياتٌ محجباتٌ لكنهنَّ فاسدات الأخلاق والسلوك.”

ومجدداً نقول:

– “هذا صحيحٌ تماماً!”

إلا أننا نتجاوز ذلك مسترسلين في البيان، فنقول موضِّحين:

لكن غير الصحيح، أيها السادة الأفاضل، هو ذلك الاستغلال الماكر من بعض الخبثاء لهذه الحقائق، من أجل تمرير خطابهم الحاقد على رموز الهوية الإسلامية بما فيها حجاب الفتاة، بحيث تجدهم يحكمون على كل فتاةٍ محجبةٍ بأنها (فاسدة الأخلاق)، وعلى كل فتاةٍ غير محجبةٍ بأنها (أحسن أخلاقاً من المحجبات)، وبأننا (لا نعرف سريرتها وما يوجد في قلبها، ولعلها تكون أفضل من المنقبات أنفسهن)، وهذا كلامٌ صحيح، لكنه عند كثيرٍ من الخبثاء كلمة حقٍّ يراد بها باطل.

ويلزم من هذا الكيل بمكيالين، والذي لا يصدر إلا من نفسٍ مريضة تغلغل النفاق فيها؛ أن الأصل في الفتاة المحجبة هو الفساد والرياء حتى يثبت العكس، والأصل في الفتاة المتبرجة هو صلاح السريرة ونقاء النفس، حتى يثبت العكس!

ونحن نلاحظ هذا كثيراً، عند بعض الناس، والذين إذا رأوا فتاةً محجبةً قالوا، منطلقين من صورهم الذهنية الموهومة، ودون أن يعرفوا أي شيءٍ عنها:

– “لا تنخدع بالمظاهر، الحجاب ليس دليلاً على جمال الأخلاق، كم من المحجبات اللواتي يفعلن فواحش تهتزُّ لها الجبال! وكم من المحجبات اللواتي يضعن خرقة الرأس مجبراتٍ من آبائهن، أو لأن شَعرهن ليس جميلاً، فلا تخدعنَّك المظاهر، الحجاب لم يكن يوماً معياراً للحكم على حسن أخلاق الفتاة.”

ثم يكون هؤلاء أنفسهم الذين يقولون، إذا رأوا فتاةً غير محجبة، ودون أن يعرفوا أي شيءٍ عنها:

– “لا تنخدع بالمظاهر، عدم الحجاب ليس دليلاً على فساد الأخلاق، كم من غير المحجبات من هنَّ أحسن أخلاقاً وأكثر صوناً لأنفسهن من المحجبات! وكم من الكاشفات لشعورهنَّ ممن يحملن قلوباً بيضاء وسرائر نقية، ونحن لا نعلم عن حقائق القلوب، فلا تخدعنَّك المظاهر، عدم الحجاب لم يكن يوماً معياراً للحكم على سوء أخلاق الفتاة.”

إن أمثال هؤلاء، والذين لا ينتبهون لتناقضهم وكيلهم بمكيالين، لا يعبرون سوى عما يختلج في قلوبهم من بغضٍ لرموز التدين والهوية الإسلامية، وحتى لو كان كلامهم هذا (حقاً يراد به باطل)، فلا يجب أن ننجرف وراء أحكامهم المسبقة، لأن أخلاق الناس ليست مما يُحكم عليه بواسطة الظن والتخمين والرجم بالغيب، وبناءً على الأوهام والخيالات والتصورات الذهنية.

12/08/2013

اكتب تعليقُا »

RSS feed for comments on this post. TrackBack URI

أضف تعليق

المدونة على ووردبريس.كوم.
Entries و تعليقات feeds.